سفارة الجزائر بمدريد تحيي اليوم الوطني للهجرة

تشرّفت سفارة الجزائر لدى مملكة إسبانيا، على غرار كافة ممثلياتنا الدبلوماسية والقنصلية عبر العالم، بإحياء اليوم الوطني للهجرة المصادف هذه السنة للذكرى الـــ 63 لمجازر 17 أكتوبر 1961، وذلك بحضور أعضاء من الجالية الوطنية المقيمة بإسبانيا.
وبهذه المناسبة، ألقى سعادة السفير، السيّد عبد الفتاح دغموم، كلمة على الحضور أبرز من خلالها أهميّة هذه المحطّة التاريخية في الكفاح البطولي الذي خاضه الشعب الجزائري وجيش التحرير الوطني ضدّ النظام الاستعماري، إليكم فيما يلي نصّها الكامل:
السيّدات والسادة أعضاء جاليتنا الموقرّة المقيمة بإسبانيا،
الزميلات والزملاء الأفاضل،
الحضور الكرام،
ليَ كُلّ الفخر والشَّرف أن يتجدّد لقائي معكم، هذه الصّبيحة، وبلدُنَا المفَدّىَ الجزائر يٌحيي في هذا السَّابع عَشرَ من أكتوبر الذّكرى الثالثة والستّين للمظاهرات الحاشدة لآلاف المهاجرين الجزائريين بفرنسا، ذات 17 أكتوبر 1961، لدعم القضيّة الوطنية العادلة والتعبير عن إخلاصهم ووفائهم لثورة التّحرير الوطني وكفاح شعبنا الأصيل لاسترجاع السّيادة الوطنية.
إنّ هذه المظاهرات السّلمية، بشهادة الرّأي الدولي العام برٌمّته، قُوبلت بأفظَع وأشنَع ما يمكن تَحَسٌّبَهٌ من نظام استدماري غاشم، لم يأبه بأدنى القيم الإنسانية عند إيعاز قوات شرطته، تحت قيادة Maurice Papon ذلك المحافظ العنصري والمعادي للقضيّة الجزائرية، لتعمّد قمع وقتل مئات الأبرياء، كان ذنبهم الوحيد المطالبة بحقّهم الشّرعي في الانعتاق ونيل الحرّية والاستقلال.
إنّ 17 أكتوبر 1961 لوصمة عار تُضاف إذن إلى السّجل الأسود الدّامي والحافل بالجرائم والمجازر التي اقترفها نظام استعماري عاث في أرض الجزائر الطاهرة فساداً، طيلة أزيد من قرن وربع.
وستبقى رمزية هذا التاريخ، الذي نحيي من خلاله اليوم الوطني للهجرة عرفاناً لمقام ومكانة جاليتنا الوطنية بالخارج وانتمائها الأزلي للوطن الأمّ وكذا كلّ الاهتمام الذي توليه لها أعلى سلطات البلاد وعلى رأسها سيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أحسن شاهد على التّضحيات الجسام لشعب أبيّ دفع الغالي والنفيس من أجل أن تنعم أجيالنا المتعاقبة بنعمة الكرامة والحريّة.
هكذا بُنيَت إحدى أهمّ وأسطع محطّات الملحمة الوطنية، تلك المنبثقة من روح ورسالة بيان الفاتح نوفمبر1954 الذيّ فجرّ أعظم ثورات التاريخ المعاصر. لن تنسى ذاكرتنا الجماعية أنّ الكفاح المسلّح لمجاهدينا الأشاوس ازداد قوّة وعزيمة بفضل الـمهاجرين الجزائريين الذين لبوّا، ومنذ السّاعات الأولى، نداء جبهة التحرير الوطني.
فلنقف اليوم وقفة عرفان وإجلال للترّحم على شهداء الواجب الوطني، متضرّعين للمولى عزّ وجلّ أن نكون دائما وأبدا خير خلف لأسلافنا البررة في ازدهار ورقيّ الجزائر بين الأمم الصاعدة، وحصنها المنيع للتصدّي لكلّ النّوايا الخارجية الخبيثة التي تَطَالُ بلدنا الغالي.
عاشت الجزائر أبيّة، حرّة ومستقّلة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
"تحيا الجزاير!"
السفيـــــر
عبد الفتاح دغمـــوم