سفارة الجزائر بمدريد تحيي الذكرى الــــ63 لعيد النصر

سفارة الجزائر بمدريد تحيي الذكرى الــــ63 لعيد النصر
تحت إشراف سعادة السفير، السيّد عبد الفتاح دغموم، تشرّفت سفارة الجزائر لدى مملكة إسبانيا، على غرار كافة ممثلياتنا الدبلوماسية والقنصلية عبر العالم، بإحياء الذكرى الــ63 لعيد النصر المصادف لتاريخ 19 مارس من كلّ سنة.
وبهذه المناسبة، التي شهدت حضور أعضاء عن الجالية الوطنية المقيمة بإسبانيا وكذا كافة طاقم السفارة، تمّ عزف النّشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت ثمّ تلاوة فاتحة القرآن الكريم، ترحّما على أرواح شهدائنا الأبرار.
كما ألقى سعادة السفير كلمة على الحضور، إليكم أدناه نصّها الكامل:
الزميلات والزملاء الأفاضل،
الحضور الكرام،
يشرّفني ويسرّني، أيّما سرور، أن يتجدّد لقائي بحضرتكم خلال شهر رمضان المبارك وبلدنا المفدّى، الجزائر، يحتفي بالذكرى الـــــ63 لعيد النّصر المصادف لتاريخ 19 مارس من كلّ سنة.
إنّ هذه المناسبة، الغالية على قلوب كلّ الجزائريات والجزائريين، تعيدنا إلى ذات 19 مارس 1962، تاريخ راسخ في كلّ الأذهان نستذكر من خلاله البطولات والتضحيات الجسيمة للأمة الجزائرية التي أبت إلاّ أن تعيش في كنف الحرّية والاستقلال وأن تنهي بنظام استدماري غاشم طال أمده على ربوع وطننا.
عيد النصر لا يرادف في دلالته إلاّ أعظم ثورات التحرير في تاريخنا المعاصر والتي يشهد لها العالم برّمته، تلك التي فجرّها خيرة أبناء وبنات الشعب الجزائري يوم الفاتح من نوفمبر 1954، تلبية لنداء مجاهدينا الأشاوس المنخرطين في جبهة وجيش التحرير الوطني.
فبعد كفاح مسلّح دام قرابة ثماني سنوات، مارس خلالها المستعمر أفضع الأعمال الإجرامية التي أسقطت عنه أدنى قيم الإنسانية في حقّ الملايين من مواطنينا الأبرياء والعزّل، بزغت شمس الحريّة ورفعت راية الجزائر شامخة لتكون سيّدة بين الأمم وليعترف كلّ من شكّك في عدالة قضيّتها المقدّسة أنّ ما سلب قهرا من أرض الجزائر الطاهرة ومن شعبها الأبيّ، طلية قرن و32 سنة، لا يسترجع إلاّ بالقوّة والصبرّ والثّبات.
كما لا ننسى بأنّ الملحمة الثورية الجزائرية استمّدت قوّتها وإشعاعها في كلّ المحافل الدولية بفضل العمل الرّيادي للدبلوماسية الجزائرية المقتبس من روح مبادئ بيان أوّل نوفمبر 1954، فتاريخ 19 مارس 1962 يعيدنا أيضا إلى إبرام اتفاقيات إيفيان وإعلان وقف إطلاق النار.
كلّ هذه المحطات التاريخية شاهدة للانتصارات الباهرة، على كافة الأصعدة، التي أحرزتها الجزائر لانتزاع الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية يوم 5 جويلية 1962.
فلنقف اليوم وقفة إجلال وإكبار لكلّ شهداء الواجب الوطني الذين سمحوا لأجيالنا المتعاقبة أن تنعم بالعيش في الجزائر الجديدة والمزدهرة بين الأمم الصاعدة، متضرّعين إلى المولى عزّ وجلّ أن نكون دائما خير خلف لأسلافنا البررة وأن نبقى كالبنيان المرصوص للتصدّي لكلّ النوايا والمخطّطات الخارجية الخبيثة التي تطال بلدنا وتحاول زعزعة استقراره أوالمساس بذاكرة وهويّة وثقافة شعبنا الأصيل، المقتبسة من ثوابت الإسلام والعروبة والأمازيغية.
عاشت الجزائر حرّة، أبيّة ومستقّلة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
"تحيا الجزاير"