سفارة الجزائر بمدريد تحيي اليوم الوطني للمجاهد

تشرّفت سفارة الجزائر بمدريد وعلى غرار جميع ممثلياتنا الدبلوماسية والقنصلية عبر العالم، بإحياء اليوم الوطني للمجاهد الذي يخلّد الذكرى المزدوجة للهجوم على الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، بحضور أعضاء من الجالية الوطنية المقيمة بإسبانيا.
وبهذه المناسبة، ألقى سعادة السفير عبد الفتاح دغموم كلمة على الحضور أبرز من خلالها مدى أهميّة هذه التواريخ المجيدة التي شكّلت، منذ قرابة سبع عقود مضت، محطّات حاسمة في نهج ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المظّفرة وعزم شعبنا البطل وأشاوس جيش التحرير الوطني في انتزاع الحريّة واسترجاع السّيادة الوطنية.
إنّ 20 أوت 1955 و20 أوت 1956 كانت وستظل شاهدا للتضحيات الجسام لأمة عظيمة بعظمة ملايين شهدائها الأبرار، أبت أن تبقى أرض الجزائر الطاهرة تحت وطأة نظام استدماري غاشم وظالم لا يفهم إلاّ لغة القوة والكفاح، فما أُخد قهراً من شعب أبيّ لايُسترّد إلّا بالقوّة.
إنّ إعلاء صوت الحقّ نبع من قادة ورفاق أعظم ثورات التاريخ المعاصر، بفضل إيمانهم على ضرورة وضع أسس متينة للكفاح المسلّح وتدويل القضية الجزائرية عبر كلّ المحافل الدولية، حتّى بلوغ النّصر واعتراف العالم بأسره بمدى عدالة وشرعية نضالنا.
ها نحن نقف اليوم وقفة إجلال وعرفان أزلي كخير خلف، بإذن الله عزّ وجلّ، لجيل نوفمبر المجيد. فلنحفظ أمانة هذا الوطن العزيز وفخر إنتمائنا له حتى نكون قدوة لأجيالنا الصاعدة ومشعلاً لاستقرار وازدهار الجزائر.
وإنّها لسانحة متجدّدة تٌتاح لنا لنذكّركم من خلالها بالظرف الحسّاس الذي يواجهه وطننا العزيز على الصّعيد الإقليمي وكلّ المخاطر الخارجية التي تستدعي من كلّ أبناء الأمة الجزائرية، داخل وخارج البلاد، التحلّي بأقصى درجات الحيطة والحذر لإفشال كلّ المؤامرات الخبيثة التي تطال الجزائر.
وأحسن ردّ على ذلك يكمن في لحمة شعبنا، وكذا إيمانه الراسخ بحقيقة جزائر اليوم التي ننعم بها بفضل المولى تعالى ثمّ بفضل مؤسساتنا الدستورية الحامية للسّيادة والوحدة الوطنية.
وعليه، إنّ روح الديمقراطية التي نتشبع بها كافة تذكرنا أيضا بحقوقنا وواجباتنا المدنية، ونحن مقبلون على موعد الاستحقاقات الرئاسية لـــ7 سبتمبر 2024 التي ستكون لامحالة لبنة جديدة في بناء وتشييد صرح الجزائر الجديدة التي نصبو لها جميعا لتعزيز القيم الديمقراطية ودولة الحقّ والقانون.
إنّ الجالية الوطنية المقيمة بإسبانيا مدعوة، ابتداءا من 2 وإلى غاية 7 سبتمبر 2024، للمشاركة الفعّالة في إنجاح هذا الموعد الانتخابي والذي ستٌكرّس نتائجه استقرار الجزائر وسيرها الدائم على درب الازدهار والتقدّم.
ندعو العلّي القدير أن يوفّقنا في صالح أعمالنا حتى نكون خير خلف لأسلافنا البررة، شهدائنا ومجاهدينا، وأن نرفع دائما راية الجزائر خافقة بين الأمم الصاعدة.
عَاشت الجزائر أبيةً، حرّة ومُستقلة
المجدٌ والخلودٌ لشُهدائنا الَأبرار
"تحيا الجزائر!"