logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
سفارة الجزائر بمدريد

سفارة الجزائر بمدريد تحتفي بالذكرى الـــــ62 لعيدي الاستقلال والشباب

تشرّفت سفارة الجزائر بمملكة إسبانيا، على غرار كافة ممثلياتنا الدبلوماسية والقنصلية عبر العالم، بإحياء الذكرى الــــ62 لعيدي الاستقلال والشّباب. وبهذه المناسبة السعيدة، أقام سعادة السفير عبد الفتاح دغموم إحتفائية، أمسية هذه الجمعة 5 جويلية 2024، على شرف الأخوات والإخوان من أعضاء الجالية الوطنية وكذا أصدقاء الجزائر بإسبانيا، لا سيّما فئة الشباب الناشطة في الحركات الجمعوية الجزائرية المعتمدة بهذا البلد.

إلى جانب عدّة فعاليات تمّ تنظيمها في هذا الإطار والتي لاقت إستحسان وتقدير مواطنينا (توزيع الجوائز لمسابقات الرسوم والأناشيد وكتابة نصوص عن الجزائر، بثّ وثائقي حول الإنجازات التي شهدتها بلادنا، كوكتيل موسيقي...)، ألقى سعادة السفير كلمة على الحضور، إليكم نصّها الكامل : 

    بسم الله الرحمن الرحيم والصّلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين

 السيّدات والسادة مواطنينا الأعزّاء من أعضاء الجالية الوطنية الموقّرة المقيمة بإسبانيا؛

الزميلات والزملاء الأفاضل؛

إخواني وأخواتي؛

ليَ عظيمُ الشَّرف وعميقُ الغبطة والسٌّرور، وأفراحُ الجزائر الغالية تَتجدّدٌ، أن ألتقي بحضرتكم بمناسبة الذّكرى الـــــ62 لعيدي الاستقلال والشباب، ذلك اليوم الأغرُ الذي يُرجعنا إلى 5 جويلية 1962 عندما قدّمت الأمّة الجزائرية للعالم بأسره بُرهان أعظم دروس الكّفاح والنّضال لاسترجاع السيّادة الوطنية.

ونحنُ نَحتفي بهذا العيد المجيد، مشاعرنا الصّادقة لا تُضاهي إلاّ عرفَاننَا الأزلي لشُهدائنا البَررة، رحم الله أرواحهم الزّكية وأسكنها فسيح جنّاته، الذين ضحّوا بالنّفس والنّفيس ضدّ أبشع الأنظمة الاستعمارية التي شهدتها الإنسانية، من أجل إعلاء صوت الحّق ورفع راية الحرّية والاستقلال.

إنّ ذكرى الاستقلال كانت وستظّلٌ عيداً وطنياً لشعب فجّر أَعظم ثورات التّحرير في تاريخنا المعاصر ورسخّ في الذاكرة الوطنية لحمة أمّة أبيّة ووفائها الدائم للمبادئ النبيلة لبيان الفاتح من نوفمبر 1954.

ونحن نلقي هذه العبارات والكلمات التي تغمر وجداننا بمشاعر الفخر والاعتزاز، علينا أن نوجّه تحيّة تقدير وإجلال لجيش التحرير الوطني، وسليله الجيش الوطني الشّعبي،  الذي كان دائما في الطّليعة وصنع بطولات أتَت على مُستدمر غاشم عاث في أرض الجزائر الطّاهرة فساداً طيلة قرن و32 سنة. 

عيد الاستقلال هو عيد الشباب ويالها من محاسن الصُّدف للتّنويه بهذه الفئة المخلصة لوطنها الحبيب، الجزائر، والتزامها الدائم والدؤوب في استقراره وازدهاره بين الدول والأمم الصاعدة، لا سيّما ضمن أعضاء جاليتنا الموقّرة المقيمة بإسبانيا.

علينا أن نستغّل هذه السّانحة المباركة للتذكّر سويّا كلّ الأشواط التي قطعتها الجزائر في مسار التطوّر والرّقي الاقتصادي والاجتماعي وللحفاظ عن هويتها الوطنية المقتبسة من الإسلام والعروبة والأمازيغية، هذه الهويّة التي تُعدّ منبع إشعاعنا الثّقافي والديني.

السيّدات والسادة الكرام،

هذا الصّرح تمّ تشييده بفضل الله عزّ وجلّ ثمّ بفضل القيادة الرشيدة لأعلى سلطات البلاد، وعلى رأسها سيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذيّ طالما أعنى كلّ الشّأن لأخواتنا وإخواننا بالمهجر وأسدى تعليمات وتوجيهات تقع في صالح أعضاء الجالية الوطنية.

فلننتهز فرصة لقاء اليوم للتّبادل والتشاور الصريح حول كلّ ما يهدف إلى تعزيز قنوات الحوار البنّاء والدائم مع ممثلي الجالية الوطنية، سعيا منّا في متابعة وضعية إقامتكم بإسبانيا وتحسين ظروفها، خاصّة من خلال التدابير والإجراءات التي أقرّت بها كل من مراكزنا القنصلية بمدريد وبرشلونة وأليكانتي لتقريب الإدارة من المواطن، وتلك المتّخذة من قبل سلطاتنا عند عودتكم إلى أرض الوطن خلال الفترة الصيفية.

 ولا يفوتني، في هذا المقام، أن أُشيد بالتّعاون الحثيث القائم مع الحركات الجمعوية الجزائرية الناشطة بإسبانيا قصد إدماج أعضاء الجالية في عديد التّظاهرات ذات الصلة بموضوع الذاكرة الوطنية، لاسّيما فئتي الشباب والأطفال منهم التي نٌولي لها أهمية قصوى، عبر تنظيم لقاءات ومسابقات أثبتت نجاعتها في تقوية أواصر المحبّة وفخر الانتماء للوطن الأم.

هذا النّهج يقودني إلى التكلّم عن بلدنا الغالي،"الجزائر الجديدة" التي نعيش واقعها والحمد لله رُغم الرهانات والتحديات التي نواجهها يومياً. إنّ النتائج الإيجابية أضحت ملموسة لدى كلّ المواطنين وعلى كافة الأصعدة، من ترويج للإنتاج الوطني والمنتوج المحلّي، مرورا بتحقيق الاكتفاء الذاتي في جل المنتجات الزراعية وحتىّ إنعاش الصّادرات خارج قطاع  المحروقات بأرقام  قياسية لم نشهدها منذ الاستقلال.

إنّ تقوية الطابع الاجتماعي وتكريس دولة الحقّ والقانون واردة عبر التّنفيذ الكلّي للتّعهدات التي قطعها السيّد رئيس الجمهورية سنة 2019، لاسيّما محاربة كل مظاهر الفساد التي سمحت باستعادة ما يقارب 30 مليار دولار من أموال وممتلكات سٌلبت من حقّ الشعب داخل الوطن أو خارجه.

عيد الاستقلال هو أيضا عيد الاحتفال بعودة الدبلوماسية الجزائرية إلى دورها الرّيادي في المحافل الدولية، كما يدلّ عليه الحضور البارز والمرموق لسيادة رئيس الجمهورية في قمة الدول المصنّعة، بمدينة باري الإيطالية، وكل مبادراتها الفعالة بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الأممي ودفاعها عن مسائل عادلة، تتصدّرها القضيتين الفلسطينية والصحراوية إلى جانب كل التزاماتها إزاء قارة إفريقيا وتحسين تمثيلها دوليا عبر إصلاح منظومة الأمم المتحدة.

السيّدات والسادة الأفاضل،

إنّ كل هذه الديناميكيات الجديدة تندرج ضمن آفاق موسعّة وطموحة لتكريس دولة الحقّ والقانون ولأَخلقة الحياة السياسية، بهدف أسمى يَكمنٌ في إعادة مدّ جسور الثّقة للمواطن في بلده وسُلطاته. هذا لا يٌزيحُ عنّا وَعيَ حجم التّحديات والرّهانات التي يواجهها الوطن على المستوى الإقليمي الذي يشهد حروبا وصراعات، تهدّد نعمة الأمن والاستقرار بالجزائر.

 لا داعي للتّفصيل عن كل هذه الأحوال التي تدرون بها أحسن دراية، والتي تدعو منّا كافة التحلّي بأقصى درجات الحيطة والحذر والمبادرة بكلّ ما يسهم في لحمة أبناء الجزائر داخل الوطن وخارجه.

وفي الختام، من واجبي، كمواطن قبل كلّ شيئ غيّور على بلده الجزائر ثمّ كسفير يبقى دائما تحت شرف خدمتكم، أن أذكركم بمدى أهميّة الاستحقاقات الرئاسية المقبلة لـــ7 سبتمبر 2024، التي ستكون لبنة جديدة في تشييد الجزائر الجديدة التي نصبو لها جميعا لتعزيز القيم الديمقراطية واستكمال بناء دولة الحقّ والقانون.

إنّ الجالية الوطنية المقيمة بإسبانيا مدعوة، على غرار كلّ الجزائريين داخل وخارج الوطن، للمشاركة الفعّالة وتأدية واجبها المدني لإنجاح هذا الموعد الانتخابي الذي ستٌكرّس نتائجه استقرار الجزائر وسيرها الدائم على درب الازدهار والتقدّم.

هنيئاً لنا جميعا بهذا العيد الوطني

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

عاشت الجزائر حرّة، أبيّة ومستقلة

"تحيا الجزاير !" 

السفيـــــر

عبد الفتاح دغموم

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج - 2023